تلقي اتصالات مجهولة المصدر تطلب معلومات شخصية أو مالية بحجة الاستفادة السريعة من مكسب أو خدمة مادية سريعة (صورة من بطاقة التعريف الوطنية، رقم البطاقة المصرفية،...).
في مجتمع تسيطرت عليه مظاهر الرقمنة والاستعمال المكثف للفضاء السيبرياني في جميع أنواع المعاملات، تتجلى جرائم النصب عبر الانترنيت في صور وممارسات عديدة تؤثر سنويا على ملايين المستخدمين في بقاع العالم. وتتنوع هذه الممارسات غير المشروعة بين التصيد واستدراج الضحايا للقيام بعمليات ربحية مزيفة على شبكة الانترنيت، تستغل عامل الثقة للاستيلاء على المعلومات الشخصية والبنكية واستعمالها في تحصيل مبالغ مالية مهمة.
ومن منطلق مسؤوليتها في التحسيس بمخاطر جرائم النصب عبر الانترنيت ومكافحتها، تعمل مصالح الأمن الوطني على الرفع من مستويات الوعي لدى مستخدمي الفضاء الرقمي، وذلك من خلال تشجيع ونشر ثقافة فهم أساليب النصب الرقمي والتبليغ عنها لدى مصالح الشرطة، وهي العملية التي تمر أساسا عبر شرح وتبسيط تقنيات عمل النصابين وترسيخ قواعد الحماية الأساسية التي تحصن عملية الاستخدام الآمن للأنترنيت.
فهم عمليات الاحتيال عبر الانترنيت :
تتبنى عمليات الاحتيال عبر الانترنيت مجموعة متنوعة من الطرق والأساليب المتجددة، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، نشر وتوجيه رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية التي تطلب من المستخدمين بياناتهم السرية بشكل تدليسي، وتطوير مواقع الويب التي تنتحل صفات وهويات مؤسسات عمومية وتجارية تهدف إلى استدراج المستخدمين وسرقة معلومات تسجيلهم واستغلالها لأغراض القرصنة المعلوماتية، فضلا عن استعمال الإعلانات التجارية التي تنطوي على مكاسب مالية وهمية لاستدراج مستخدمي الانترنيت وتعريضهم لعمليات نصب تستهدف أموالهم ومعطياتهم الشخصية الحساسة.
لنتحد من أجل فضاء إلكتروني آمن ويقظ
لعمليات النصب والاحتيال عبر الانترنيت مؤشرات من بينها :
تلقي اتصالات مجهولة المصدر تطلب معلومات شخصية أو مالية بحجة الاستفادة السريعة من مكسب أو خدمة مادية سريعة (صورة من بطاقة التعريف الوطنية، رقم البطاقة المصرفية،...).
ترويج عروض تجارية تتجاوز حدود الواقع والحقيقة، وغالبًا ما تكون مصحوبة بعملية ضغط تدعو المستخدم للتصرف بسرعة (سحوبات غير واقعية، هدايا ذات قيمة مفرطة، وغيرها).
تعميم هذه العروض عبر مواقع ويب أو روابط عبر رسائل البريد الإلكتروني مشبوهة وغير آمنة، وغالبًا ما تحتوي على أخطاء إملائية أو أخطاء نحوية.
يعد اتخاذ التدابير الوقائية والإبلاغ عن أية محاولات للاحتيال أمرًا بالغ الأهمية لسلامة مجتمع الانترنيت. وإليك كيف يمكنك المساهمة :
الوقاية : يجب على مستخدمي الفضاء الرقمي التحلي بأقصى درجات اليقظة، خصوصا فيما يتعلق بالتأكد من صحة العروض التجارية قبل الإدلاء بأي معلومات شخصية، مع الحرص على عدم تقاسم أية معطيات شخصية حساسة أو معطيات بنكية، واستخدام برامج الحماية المعلوماتية التي يجب أن تبقى محينة باستمرار (mise à jour).
الإبلاغ : في حالة تعرضك للنصب عبر الأنترنيت، فيجب التقدم بشكل فوري بشكاية في الموضوع لدى المصالح المختصة، واستخدام منصة إبلاغ عبر الانترنيت (www.e-blagh.ma) التي تضعها مصالح الأمن الوطني رهن إشارتك في حالة رصدك لإعلانات مشبوهة. حيث توفر المنصة على مدار الساعة فرقا متخصصة جاهزة لمراجعة هذه التبليغات واتخاذ الإجراءات اللازمة.
التحسيس : رفع مستوى الوعي وإبلاغ من حولك بالممارسات الشائعة للنصب. فنشر المعلومة الصحيحة يعتبر من أفضل سبل الوقاية.
تعتبر مكافحة النصب الرقمي مسؤولية جماعية مشتركة بين جميع مستخدمي الانترنيت ومقدمي الخدمات، بالنظر إلى الانعكاسات السلبية لهذه الجرائم على الثقة في الفضاء الرقمي كمساحة آمنة وموثوق بها للمعاملات التجارية والإدارية.
ومن هذا المنطلق، تسعى مصالح الأمن الوطني من خلال منصة التبليغ على المحتويات الرقمية غير المشروعة إلى تدعيم ثقافة اليقظة والكشف عن أنشطة النصب عبر الانترنيت والإبلاغ عنها وزجرها بشكل استباقي وحاسم، وفق رؤية تتبنى العمل الجماعي والتشاركي الذي يهدف إلى خلق بيئة رقمية أكثر أمانًا، حيث تسود الثقة والأمن.
اذا استدعى الامر تدخلا فوريا ؟